اشترك في: الخميس 7 يناير 2010, 13:10 مشاركات: 359 مكان: algerie
|
الشيخ مشهور حسن سلمان
الحمد لله على آلائه، والصلاة والسلام على خير أنبيائه أما بعد ؛ فيقول سبحانه وتعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ الأخوة من أجمل المعاني التي يمكن أن يتحدث عنها الانسان، شفيفة لطيفة كالنور، ندية، محببة الى القلوب، ولكن ... ما الأخوة التي وردت الاشارة اليها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟ يستطيع اثنان من البشر وهما يسيران في الطريق الواسع - في الامن والسلامة - ان يتآخيا. أن يسيرا معا، وقد لف كل منهما ذراعه حول اخيه من الحب. ولكن انظر اليهما وقد ضاق الطريق، فلا يستطيع الا لواحد منهما يسير وراء الآخر .... فمن أقدم؟ أقدم نفسي ، أم أقدم اخي، وأتبعه ؟. ثم انظر الى الطريق قد ضاق أكثر فلم يعد يتسع الا لواحد منهما فقط، دون الآخر! انها فرصة واحدة، إما لي وإما لأخي ... فمن أقدم؟. أقول : هذه فرصتي، وليبحث هو لنفسه عن فرصة؟. أم أقول لأخي : خذ هذه الفرصة أنت، وأنا أبحث لنفسي؟!. هذا هو « المحك » . ان الاخوة في الامن والسلامة، لا تكلف شيئا، ولا تتعارض مع رغائب النفس. بل هي ذاتها رغبة من تلك الرغائب، يسعى الانسان لتحقيقها مقابل الراحة النفسية التي يجدها في تحققها. اما في الشدة - او في الطمع - فهنا تختبر الاخوة، الاختبار الحق الذي يتميز فيه الايثار والحب للآخرين، من الأثرة وحب الذات التي قد تخفي على صاحبها نفسه في السلام والامن، فيظن نفسه «أخا» محققا لكل مستلزمات الاخوة!!. ومما لا شك فيه أننا - ونحن في غربة الاسلام الثانية - نحتاج الى ما احتاج اليه الامر الاول في الغربة الاولى، اذ صنعت الجماعة التي رباها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالقرآن... بالمصاحبة.. بالمعايشة..بالتوجيه المستمر... بالقدوة في شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم ... بالحب الذي يفيض من قلبه الكبير اليهم، بالاهتمام بكل فرد منهم، كأنه هو الأثير عنده، بالممارسة العملية للمشاعر الايمانية. بهذه الوسائل مجتمعة، ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الجماعة المتآخية، التي صنعت بتآخيها الأعاجيب، وأقام ذلك البنيان المتين المترابط، الذي يشد بعضه بعضا فيقويه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. من كتاب : آداب العشرة وذكر الصحبة والاخوة لابي البركات بدر الدين محمد الغزي ( 904 هـ - 984 هـ ) علق عليه وخرج أحاديثه مشهور حسن محمود سلمان دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ط 2 / 1418هـ - 1997 م
_________________
كيف لايحتار فكر المادحينْ ؟! في صفات المصطفى الهادي الأمينْ لوسمعتَ الجذع في يوم الحنينْ أنّ شوقاً وحنيناً..شاقه فقدُ الرسولْ
|
|